ثُمَّ يؤكّد اللّه حركة الحقيقة في نفس الرسول ،فيؤكّد ثباتها لأنَّها مستمدة من اللّه خالق الأشياء ،فلا يمكن أن يقترب إليها الريب ،أو يطرأ عليها الشك: [ الحقُّ من ربِّك] أي: هذا هو الحقّ من ربِّك ،فهو مصدر الحقّ في كلّ مفرداته ،لأنَّه مصدر الخلق كلّه والوجود كلّه ،فكلّ شيء مربوب له ،وكلّ شيء مكشوف عنده ،[ فلا تكن من الممترين] أي الشاكين المتردّدين ،لأنَّه لا معنى للشكّ في ما أنزله اللّه من الحقّ في وحيه .
وتلك هي قصة اليقين في الإيمان لدى المؤمنين ،فليس بين المؤمن وبين أن يعيش اليقين في قلبه إلاَّ أن يعرف أنَّ هذا هو الحقّ من عند اللّه ،مهما أثار الآخرون أمامه من شكوك وشبهات ...وهكذا أراد اللّه للمؤمنينمن خلال خطابه للنبيّ محمَّد ( ص )أن لا يكونوا من المرتابين في أمر عيسى ( ع ) ،في ما حكاه اللّه عنه من آياته وبيّناته .