القول في تأويل قوله تعالى:وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ فَهَذَا يَوْمُ الْبَعْثِ وَلَكِنَّكُمْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (56)
كان قَتادة يقول:هذا من المقدّم الذي معناه التأخير.
حدثنا بشر، قال:ثنا يزيد، قال:ثنا سعيد، عن قَتادة قوله:( وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالإيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ ) قال:هذا من مقاديم الكلام. وتأويلها:وقال الذين أوتوا الإيمان والعلم:لقد لبثتم في كتاب الله (1) .
وذُكر عن ابن جُرَيج أنه كان يقول:معنى ذلك:وقال الذين أوتوا العلم بكتاب الله، والإيمان بالله وكتابه.
وقوله:(فِي كِتابِ اللهِ) يقول:فيما كتب الله مما سبق في علمه أنكم تلبثونه (فَهَذَا يَوْمُ البَعْثِ) يقول:فهذا يوم يبعث الناس من قبورهم (وَلَكِنَّكُمْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) يقول:ولكنكم كنتم لا تعلمون في الدنيا أنه يكون، وأنكم مبعوثون من بعد الموت، فلذلك كنتم تكذبون.
------------------------
الهوامش:
(1) في فتح القدير للشوكاني (4:224) قال الواحدي:والمفسرون حملوا هذا على التقديم والتأخير، على تقدير:وقال الذين أوتوا العلم في كتاب الله. وهذا غير ما قدره قتادة في حديثه الذي رواه المؤلف هنا.