{وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ وَالإِيمَانَ} في ما أخذوا به من أسباب العلم الذي أغنوا به عقولهم وقناعاتهم ،فلم يستسلموا للجهالات وللشبهات ،وفي ما اقتنعوا به من مواقع الإيمان ،في ما عاشوه من وعي الفطرة ،وما استمعوا إليه من نداء الإحساس ،وما تأملوه من حقائق العقل ،فكانت كلماتهم صادرةً من حركة الحقيقة في العقل والوجدان{لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ} فقد لبثتم أمداً طويلاً لا يحصيه إلا الله في كتابه الذي قد يكون كنايةً عن علمه ،وامتد بكم الزمن إلى يوم البعث ،ومهما كان الزمن الذي لبثتموه ،قليلاً أو كثيراً ،فإنه لا يغير شيئاً من النتائج الحاسمة في مسألة المصير ،{فَهَذَا يَوْمُ الْبَعْثِ} الذي كنتم تنكرونه وتسخرون من الذين يدعونكم إلى الإيمان به ممن يعتقدون أنه الحقيقة ،فهل تستطيعون إنكاره الآن ،{وَلَكِنَّكُمْ كُنتمْ لاَ تَعْلَمُونَ} لأنكم ابتعدتم عن الاستماع إلى وحي الله ،وتمردتم على الدعوة إلى الحوار من أجل الوصول إلى معرفة الحق في هذا الموضوع ،فلم تحصلوا على شيء من العلم ،وغرقتم في بحار الجهل والضلال .