{وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُواْ غَيْرَ سَاعَةٍ} وذلك من خلال استغراقهم في أجواء اللحظة في إحساسهم بالزمن ،فلا يعيشون امتداده في ما مضى ،كما لو كانوا لا يشعرون بمسؤوليته في ما يستقبلون ،أو من خلال غفلتهم عنه ،وفقدانهم الإحساس بحركته في حياتهم الماضية حتى يوم البعث ،أو في المدة التي امتدت منذ الموت حتى البعث .ولهذا أقسموا أنهم لم يلبثوا غير ساعةٍ ،فأكدوا بذلك فقدان ذاكرتهم حول الماضي ،أو غياب التركيز في وعيهم لمضمون ما في الذاكرة ،من خلال ما يتولاهم من الدهشة والمفاجأة{كَذَلِكَ كَانُواْ يُؤْفَكُونَ} أي يبتعدون ويصرفون عن الحق إلى الباطل عندما كانوا في الدنيا يؤكدون للآخرين نفي البعث والحساب .وبذلك كانت القضية لديهم هي قضية الشخصية القلقة الرافضة للحقيقة ،الهاربة من مواجهتها ،والغافلة عنها الهاربة من إعلانها ،ما يجعل السلوك الذاتي المنحرف خاضعاً للخلفيات المرَضِية الكامنة في العمق الداخلي للذات .