وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ} أي في الدنيا أو القبور .وإنما يقدرون وقت لبثهم بذلك على وجه استقصارهم له .أو ينسون أو يكذبون أو يخمنون{ كَذَلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ} أي مثل ذلك الصرف كانوا يصرفون عن الصدق والتحقيق في الدنيا .وهكذا كانوا يبتون أمرهم على خلاف الحق .كذا في ( الكشاف ) .
وقال ابن كثير:يخبر تعالى عن جهل الكفار في الدنيا والآخرة .ففي الدنيا فعلوا ما فعلوا من عبادة الأوثان .وفي الآخرة يكون منهم جهل عظيم أيضا منه إقسامهم بالله أنهم ما لبثوا غير ساعة واحدة في الدنيا .ومقصودهم بذلك عدم قيام الحجة عليهم ،وأنهم لم ينظروا حتى يعذر إليهم .انتهى .
وقال الشهاب:المراد من قوله{[6084]}:{ كَذَلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ} تشابه حاليهم في الكذب وعدم الرجوع إلى مقتضى العلم .لأن مدار أمرهم على الجهل والباطل .والغرض من سوق الآية وصف المجرمين بالتمادي في الباطل ،والكذب الذي ألفوه .انتهى .
وقيل:كان قسمهم استقلالا لأجل الدنيا ،لما عاينوا الآخرة ،تأسفا على ما أضاعوا في الدنيا .