وقوله ( وَبِالأَسْحَارِِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ) اختلف أهل التأويل في تأويله, فقال بعضهم:معناه:وبالأسحار يصلون.
* ذكر من قال ذلك:
حُدثت عن الحسين, قال:سمعت أبا معاذ يقول:أخبرنا عبيد, قال:سمعت الضحاك يقول في قوله ( وَبِالأَسْحَارِِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ) يقول:يقومون فيصلون, يقول:كانوا يقومون وينامون, كما قال الله لمحمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمإِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُفهذا نوم, وهذا قياموَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَكذلك يقومون ثلثا ونصفا وثلثين:يقول:ينامون ويقومون.
حدثنا ابن حميد, قال:ثنا مهران, عن سفيان, عن جبلة بن سحيم, عن ابن عمر, قوله ( وَبِالأَسْحَارِِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ) قال:يصلون.
حدثني محمد بن عمرو, قال:ثنا أبو عاصم, قال:ثنا عيسى; وحدثني الحارث, قال:ثنا الحسن, قال:ثنا ورقاء جميعا, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد ( وَبِالأَسْحَارِِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ) قال:يصلون.
وقال آخرون:بل عني بذلك أنهم أخروا الاستغفار من ذنوبهم إلى السحر.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا ابن حُميد, قال:ثنا مهران, عن سفيان, عن يونس بن عبيد, عن الحسن, قال:مدّوا في الصلاة ونَشطوا, حتى كان الاستغفار بسحر.
حدثنا يونس, قال:أخبرنا ابن وهب, قال:قال ابن زيد, في قوله ( وَبِالأَسْحَارِِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ) قال:هم المؤمنون, قال:وبلغنا أن نبيّ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم يعقوب حين سألوه أن يستغفر لهميَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّيقال:قال بعض أهل العلم:إنه أخَّر الاستغفار إلى السحر. قال:وذكر بعض أهل العلم أن الساعة التي تفتح فيها أبواب الجنة:السحر.
حدثني يونس, قال:أخبرنا ابن وهب, قال:سمعت ابن زيد يقول:السحر:هو السدس الأخير من الليل.