/م15
المفردات:
الأسحار: واحدها سحر ،وهو السدس الأخير من الليل .
التفسير:
{وبالأسحار هم يستغفرون} .
في السدس الأخير من الليل ينشغلون بالاستغفار .
قال تعالى:{والمستغفرين بالأسحار} .( آل عمران: 17 ) .
وفي الحديث الصحيح يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( ينزل ربنا كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الأخير ،فينادي: يا عبادي ،هل من داع فأستجيب له ،هل من مستغفر فأغفر له ،هل من تائب فأتوب عليه ،هل من طالب حاجة فأقضيها له ،حتى يطلع الفجر )5 .
وقال صلى الله عليه وسلم: ( من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ،ومن كل ضيق مخرجا ،ورزقه من حيث لا يحتسب )6 .
وقد بين القرآن الكريم أن الاستغفار سبب في سعة الرزق ،والإمداد بالمال والبنين ،وتيسير المطر والبركة ،قال تعالى على لسان نوح عليه السلام:{فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا * يرسل السماء عليكم مدرارا * ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا} .( نوح: 10-12 ) .
وفي وقت السحر ينام الآخرون ،ويجتهد المتقون ،ولذلك مدحهم القرآن بقوله:{كانوا قليلا من الليل ما يهجعون * وبالأسحار هم يستغفرون} .
قال ابن عباس: ما تأتي عليهم ليلة ينامون حتى يصبحوا ،إلا يصلون فيها شيئا ،إما من أولها أو من وسطها .
وقال الحسن البصري:
كابدوا قيام الليل ،فلا ينامون إلا أقله ،وربما نشطوا فجدوا إلى السحر ،فإذا أسحروا أخذوا في الاستغفار كأنهم أسلفوا في ليلهم الجرائم ،فهم متواضعون ،مشفقون من عذاب الله ،راغبون في مغفرته ورضاه .