وهم فوق ذلك{وَبِالأسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} ليتخففوا من الإحساس بعقدة الذنب أمام الله ،فيطلبون منه أن يغفر لهم خطاياهم التي لم يتعمّدوها أو التي تعمّدوها ،غفلةً منهم عن تأثيراتها السلبية المؤثرة على علاقتهم بالله ،وهم يشعرون بالحاجة إلى التراجع عن تلك الخطايا وتصحيحها في أوقات السحر ،حيث يشيع الصفاء والهدوء ،إحساساً بالخشوع يزحف إلى روح الإنسان المذنب ويوحي إليه أن المغفرة تطلّ عليه من أوسع آفاق الرحمة الإلهية .
وذلك هو شأن الاستغفار الذي ينطلق إلى الله في ابتهال الخاشع ،كما ينطلق إلى أعماق الذات في عملية تصفية روحية تدفع الإنسان إلى مواقع الصفاء .