{وَفِي أَمْوالِهِمْ حَقٌّ لَّلسَّآئِلِ وَالْمَحْرُومِ} فهم لا يعيشون أنانية الاستحواذ في ملكية المال ،ولا يعتبرون المال شأناً خاصاً يملكون حرية التصرف فيه بطريقةٍ مختنقةٍ ضيقةٍ بخيلةٍ تتعقد من العطاء ولا ترى نفسها مسؤولة عن مشاركة الآخرين فيه ،بل يعتبرون الملكية مسؤولية إنسانية ،ويرون في المال أمانةً إلهيّةً تفرض عليهم إدارتها بالطريقة التي تحقق رضى الله الذي أعطى الإنسان المال ،ووضع لإِنفاقه وتحصيله حدوداً ،وأراد له مشاركة الآخرين فيه ،بطريقةٍ أو بأخرى ،وأعطاهم وأعطى هؤلاء الآخرين حقّ الحصول على بعضٍ منه ،ولا سيّما من كان منهم صاحب حاجة إلى سؤال الناس ،أو كان محروماً من فرص العيش الكريم ،بحيث ينظرون إلى الملكية كوظيفةٍ اجتماعيةٍ متداخلةٍ مع الحالة الإيمانية ،وإلى المال كأمانةٍ إلهيّةٍ ،ويمارسون ذلك عملياً في الحياة ،وهذا ما يجعل الإنفاق من أعمال الخير الذي ينطلق من علاقة المؤمن بالله ليحدد علاقته بالإنسان .