قوله ( فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ ) يعنى:سارّة, وليس ذلك إقبال نقلة من موضع إلى موضع, ولا تحوّل من مكان إلى مكان, وإنما هو كقول القائل:أقبل يشتمني, بمعنى:أخذ في شتمي. وقوله ( فِي صَرَّةٍ ) يعني:في صيحة.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني عليّ, قال:ثنا أبو صالح, قال:ثني معاوية, عن عليّ, عن ابن عباس, قوله ( فِي صَرَّةٍ ) يقول:في صيحة.
حدثني محمد بن سعد, قال:ثني أبي, قال:ثني عمي, قال:ثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس, قوله ( فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا ) يعني بالصرّة:الصيحة.
حدثني محمد بن عمرو, قال:ثنا أبو عاصم, قال:ثنا عيسى; وحدثني الحارث, قال:ثنا الحسن, قال:ثنا ورقاء جميعا, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد ( فِي صَرَّةٍ ) قال:صيحة.
حدثنا بشر, قال:ثنا يزيد, قال:ثنا سعيد, عن قتادة, قوله ( فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ ):أي أقبلت في رنة.
حدثنا ابن عبد الأعلى, قال:ثنا ابن ثور, عن معمر, عن قتادة, في قوله ( صَرَّةٍ ) قال:أقبلت ترنَ. (7)
حدثنا ابن حُمَيد, قال:ثنا مهران, عن سفيان, عن العلاء بن عبد الكريم اليامي, عن ابن سابَط, قوله ( فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ ) قال:في صيحة.
حدثنا يونس, قال:أخبرنا ابن وهب, قال:قال ابن زيد, في قوله ( فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ ) قال:الصرّة:الصيحة.
حُدثت عن الحسين, قال:سمعت أبا معاذ يقول:أخبرنا عبيد, قال; سمعت الضحاك يقول في قوله ( فِي صَرَّةٍ ) يعني:صيحة. وقد قال بعضهم:إنَّ تلك الصيحة أوَّه مقصورة الألف.
وقوله ( فَصَكَّتْ وَجْهَهَا ) اختلف أهل التأويل في معنى صكها, والموضع الذي ضربته من وجهها, فقال بعضهم:معنى صكها وجهها:لَطْمِها إياه.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني عليّ, قال:ثنا أبو صالح, قال:ثني معاوية, عن عليّ, عن ابن عباس, قوله ( فَصَكَّتْ وَجْهَهَا ) يقول:لَطَمت.
وقال آخرون:بل ضربت بيدها جبهتها تعجبا.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني موسى بن هارون, قال:ثنا عمرو بن حماد, قال:ثنا أسباط, عن السديّ, قال:لما بَشَّر جبريل سارةَ بإسحاق, ومن وراء إسحاق يعقوب, ضربت جبهتها عجبا, فذلك قوله ( فَصَكَّتْ وَجْهَهَا ) .
حدثني محمد بن عمرو, قال:ثنا أبو عاصم, قال:ثنا عيسى; وحدثني الحارث, قال:ثنا الحسن, قال:ثنا ورقاء جميعا, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, قوله ( فَصَكَّتْ وَجْهَهَا ) قال:جبهتها.
حدثني ابن حُمَيد, قال:ثنا مهران, عن سفيان, عن العلاء بن عبد الكريم الياميّ, عن ابن سابط, قوله ( فَصَكَّتْ وَجْهَهَا ) قال:قالت هكذا; وضرب سفيان بيده على جبهته.
قال:ثنا مهران; عن سفيان ( فَصَكَّتْ وَجْهَهَا ) وضعت يدها على جبهتها تعجبا, والصكّ عند العرب:هو الضرب. وقد قيل:إن صكها وجهها, أن جمعت أصابعها, فضربت بها جبهتها( وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ ) يقول:وقالت:أتلد، وحذفت أتلد لدلالة الكلام عليه, وبضمير أتلد رفعت عجوز عقيم, وعني بالعقيم:التي لا تلد.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا ابن المثنى, قال:ثنا سليمان, أبو داود, قال:ثنا شعبة, عن مشاش, قال:سمعت الضحاك يقول في قوله ( عَجُوزٌ عَقِيمٌ ) قال:لا تلد.
حدثني يعقوب بن إبراهيم, قال:ثنا هشيم, قال:أخبرنا رجل من أهل خراسان من الأزد, يكني أبا ساسان, قال:سألت الضحاك, عن قوله ( عَقِيمٌ ) قال:التي ليس لها ولد.
-----------------
الهوامش:
(7) الرنة:الصيحة الحزينة . ورنت ترن رنينًا ، وأرانت:صاحت .