القول في تأويل قوله:إِنَّ هَؤُلاءِ مُتَبَّرٌ مَا هُمْ فِيهِ وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (139)
قال أبو حعفر:وهذا خبر من الله تعالى ذكره عن قيل موسى لقومه من بني إسرائيل. يقول تعالى ذكره:قال لهم موسى:إن هؤلاء العُكوف على هذه الأصنام, الله مُهْلِكٌ ما هم فيه من العمل ومفسده, ومخسرهم فيه، بإثابته إياهم عليه العذاب المهين = "وباطل ما كانوا يعملون "، من عبادتهم إياها، فمضمحلّ، لأنه غير نافعهم عند مجيء أمر الله وحلوله بساحتهم, (9) ولا مدافع عنهم بأسَ الله إذا نـزل بهم, ولا منقذهم من عذابه إذا عذبهم في القيامة, فهو في معنى ما لم يكن. (10)
* * *
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
15059 - حدثني محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن المفضل, = حدثني موسى بن هارون قال، حدثنا عمرو بن حماد = قالا جميعًا، حدثنا أسباط, عن السدي:(إن هؤلاء متبر ما هم فيه)، يقول:مهلك ما هم فيه.
15060 - حدثني المثنى قال، حدثنا عبد الله بن صالح قال، حدثني معاوية, عن علي بن أبي طلحة, عن ابن عباس, قوله:(إن هؤلاء متبر ما هم فيه)، يقول:خُسْران.
15061 - حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد في قوله:(إن هؤلاء متبر ما هم فيه وباطل ما كانوا يعملون)، قال:هذا كله واحد كهيئة:"غفور رحيم ","عفوّ غفور ". قال:والعرب تقول:"إنه البائس لمُتَبَّرٌ","وإنه البائس لَمُخَسَّرٌ".
----------------------
الهوامش:
(9) في المطبوعة:(( غير نافع )) ، وأثبت ما في المخطوطة .
(10) انظر تفسير (( الباطل )) فيما سلف من فهارس اللغة ( بطل ) .