( لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ ) قال:لنبتليهم به.
قال ثنا مهران، عن أبي سنان، عن غير واحد، عن مجاهد (مَاءً غَدَقًا) قال الماء. والغدق:الكثير ( لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ ) حتى يرجعوا إلى علمي فيهم.
حدثني محمد بن عمرو، قال:ثنا أبو عاصم، قال:ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث قال:ثنا الحسن، قال:ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبى نجيح، عن مجاهد، قوله:(لأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا) قال:لأعطيناهم مالا كثيرا، قوله:( لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ ) قال:لنبتليهم.
حدثني أبو السائب، قال:ثنا أبو معاوية، عن بعض أصحابه، عن الأعمش، عن المنهال، عن سعيد بن جُبير في قوله:(وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ) قال:الدين (لأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا) قال:مالا كثيرا( لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ ) يقول:لنبتليهم به.
حدثنا بشر، قال:ثنا يزيد، قال:ثنا سعيد، عن قتادة، قوله:(وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا) قال:لو آمنوا كلهم لأوسعنا عليهم من الدنيا. قال الله:( لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ ) يقول:لنبتليهم بها.
حدثنا ابن عبد الأعلى، قال:ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة (لأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا) قال:لو اتقوا لوسع عليهم في الرزق ( لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ ) قال:لنبتليهم فيه.
حدثنا ابن حميد، قال:ثنا مهران، عن أبي جعفر، عن الربيع بن أنس (مَاءً غَدَقًا) قال:عيشا رَغدًا.
حدثني يونس، قال:أخبرنا ابن وهب، قال، قال ابن زيد، في قوله:(وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا) قال:الغدق الكثير:مال كثير ( لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ ) لنختبرهم فيه.
حدثنا عمرو بن عبد الحميد الآملي، قال:ثنا المطلب بن زياد، عن التيمي، قال، قال عمر رضي الله عنه في قوله:(وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا) قال:أينما كان الماء كان المال وأينما كان المال كانت الفتنة.
وقال آخرون:بل معنى ذلك:وأن لو استقاموا على الضلالة لأعطيناهم سعة من الرزق لنستدرجهم بها.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا ابن عبد الأعلى، قال:ثنا المعتمر بن سليمان، قال:سمعت عمران بن حدير، عن أبي مجلز، قال:وأن لو استقاموا على طريقة الضلالة.
وقال آخرون:بل معنى ذلك:وأن لو استقاموا على طريقة الحق وآمنوا لوسعنا عليهم.
* ذكر من قال ذلك:
حُدثت عن الحسين، قال:سمعت أبا معاذ يقول:ثنا عبيد، قال:سمعت الضحاك يقول، في قوله:(وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ) قال:هذا مثل ضربه الله كقوله:وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ وَمَا أُنْـزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْوقوله تعالى:وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِوالماء الغدق يعني:الماء الكثير ( لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ ) لنبتليهم فيه.
وقوله:( وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَابًا صَعَدًا ) يقول عزّ وجلّ:ومن يُعرض عن ذكَّر ربه الذي ذكره به، وهو هذا القرآن؛ ومعناه:ومن يعرض عن استماع القرآن واستعماله، يسلكه الله عذابا صعدا:يقول:يسلكه الله عذابا شديدا شاقا.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن سعد، قال:ثني أبي، قال:ثني عمي، قال:ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله:( وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَابًا صَعَدًا ) يقول:مشقة من العذاب يصعد فيها.
حدثني محمد بن عمرو، قال:ثني أبو عاصم، قال:ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال:ثنا الحسن، قال:ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله:( عَذَابًا صَعَدًا ) قال:مشقة من العذاب.
حدثنا أبو كريب، قال:ثنا وكيع، عن إسرائيل، عن جابر، عن مجاهد، مثله.
حدثنا أبو كريب، قال:ثنا وكيع، عن إسرائيل، عن سماك، عن عكرِمة، عن ابن عباس ( عَذَابًا صَعَدًا ) قال:جبل في جهنم.
حدثنا بشر، قال:ثنا يزيد، قال:ثنا سعيد، عن قتادة، قوله:( يَسْلُكْهُ عَذَابًا صَعَدًا ) عذابا لا راحة فيه.
حدثنا ابن عبد الأعلى، قال:ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة ( عَذَابًا صَعَدًا ) قال:صَعودا من عذاب الله لا راحة فيه.
حدثني يونس، قال:أخبرنا ابن وهب، قال، قال ابن زيد في قوله:( يَسْلُكْهُ عَذَابًا ) قال:الصعد:العذاب المنصب.
واختلفت القرّاء في قراءة قوله:( يَسْلُكْهُ ) فقرأه بعض قرّاء مكة والبصرة ( نَسْلُكْهُ ) بالنون اعتبارا بقوله:( لِنَفْتِنَهُمْ ) أنها بالنون. وقرأ ذلك عامة قرّاء الكوفة بالياء، بمعنى:يسلكه الله، ردّا على الربّ في قوله:( وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ ).