( فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ ) يقول:اصبر لما امتحنك به ربك من فرائضه، وتبليغ رسالاته، والقيام بما ألزمك القيام به في تنـزيله الذي أوحاه إليك ( وَلا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِمًا أَوْ كَفُورًا ) يقول:ولا تطع في معصية الله من مشركي قومك آثما يريد بركوبه معاصيه، أو كفورا:يعنى جحودا لنعمه عنده، وآلائه قِبَلَه، فهو يكفر به، ويعبد غيره.
وقيل:إن الذي عني بهذا القول أبو جهل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا بشر، قال:ثنا يزيد، قال:ثنا سعيد، عن قتادة، قوله:( وَلا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِمًا أَوْ كَفُورًا ) قال:نـزلت في عدوّ الله أبي جهل.
حدثنا ابن عبد الأعلى، قال:ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة أنه بلغه أن أبا جهل قال:لئن رأيت محمدًا يصلي لأطأنّ عنقه، فأنـزل الله:( وَلا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِمًا أَوْ كَفُورًا ).
حدثني يونس، قال:أخبرنا ابن وهب، قال:قال ابن زيد، في قوله:( وَلا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِمًا أَوْ كَفُورًا ) قال:الآثِم:المذنب الظالم والكفور، هذا كله واحد. وقيل:( أوْ كَفُورًا ) والمعنى:ولا كفورًا. قال الفراء:"أو "هاهنا بمنـزلة الواو، وفى الجحد والاستفهام والجزاء تكون بمعنى "لا ". فهذا من ذلك مع الجحد، ومنه قول الشاعر
لا وَجْــدُ ثَكْــلَى كمـا وَجِـدَت وَلا
وَجْــدُ عَجُــولٍ أضَلَّهــا رُبَــعُ
&; 24-116 &; أوْ وَجْــدُ شَــيْخٍ أضَــلَّ ناقَتَــهُ
يَــوْمَ تَــوَافَى الْحَجِـيجُ فـانْدَفَعُوا (10)
أراد:ولا وجدُ شيخ، قال:وقد يكون في العربية:لا تطيعنّ منهم من أثم أو كفر، فيكون المعنى في أو قريبا من معنى الواو، كقولك للرجل:لأعطينك سألت أو سكتّ، معناه:لأعطينك على كلّ حال.