وقوله:( وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ ) يقول تعالى ذكره:وإذا صحف أعمال العباد نُشرت لهم بعد أن كانت مطوية على ما فيها مكتوب من الحسنات والسيئات.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا بشر، قال:ثنا يزيد، قال:ثنا سعيد، عن قتادة قوله:( وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ ) صحيفتك يا ابن آدم تملى ما فيها، ثم تُطوى، ثم تُنشر عليك يوم القيامة .
واختلفت القرّاء في قراءة ذلك، فقرأته عامة قرّاء المدينة ( نُشِرتْ ) بتخفيف الشين، وكذلك قرأ أيضا بعض الكوفيين، وقرأ ذلك بعض قرّاء مكة وعامة قرّاء الكوفة بتشديد الشين. واعتلّ من اعتل منهم لقراءته ذلك كذلك بقول الله:أَنْ يُؤْتَى صُحُفًا مُنَشَّرَةًولم يقل منشورة، وإنما حسن التشديد فيه لأنه خبر عن جماعة، كما يقال:هذه كباش مُذبَّحَةٌ، ولو أخبر عن الواحد بذلك كانت مخففة، فقيل مذبوحةٌ، فكذلك قوله منشورة.