القول في تأويل قوله تعالى:فَلا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ (16)
وهذا قَسَمٌ أقسم ربنا بالشفق، والشفق:الحمرة في الأفق من ناحية المغرب من الشمس في قول بعضهم.
واختلف أهل التأويل في ذلك، فقال بعضهم:هو الحمرة كما قلنا، وممن قال ذلك جماعة من أهل العراق.
وقال آخرون:هو النهار.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن إسماعيل الأحمسيّ، قال:ثنا محمد بن عبيد، قال:ثنا العوّام بن حوشب، قال:قلت لمجاهد:الشفق، قال:لا تقل الشفق، إن الشفق من الشمس، ولكن قل:حمرة الأفق .
حدثني محمد بن عمرو، قال:ثنا أبو عاصم، قال:ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال:ثنا الحسن، قال:ثنا ورقاء، جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قوله:الشفق، قال:النهار كله .
حدثنا أبو كريب، قال:ثنا وكيع، قال:ثنا سفيان، عن منصور، عن مجاهد ( فَلا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ ) قال:النهار .
حدثنا ابن حميد، قال:ثنا مهران، عن سفيان، عن منصور، عن مجاهد، مثله.
وقال آخرون:الشفق:هو اسم للحمرة والبياض، وقالوا:هو من الأضداد.
والصواب من القول في ذلك عندي أن يقال:إن الله أقسم بالنهار مدبرا، والليل مقبلا. وأما الشفق الذي تَحُلّ به صلاة العشاء، فإنه للحمرة عندنا للعلة التي قد بيَّنَّاها في كتابنا كتاب الصلاة.