وقوله:( سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسَى إِلا مَا شَاءَ اللَّهُ ) يقول تعالى ذكره:سنقرئك يا محمد هذا القرآن فلا تنساه، إلا ما شاء الله.
ثم اختلف أهل التأويل في معنى قوله:( فَلا تَنْسَى إِلا مَا شَاءَ اللَّهُ ) فقال بعضهم:هذا إخبار من الله نبيه عليه الصلاة والسلام أنه يعلمه هذا القرآن ويحفظه عليه، ونهي منه أن يعجل بقراءته كما قال جلّ ثناؤه:لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ * إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن عمرو، قال:ثنا أبو عاصم، قال:ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال:ثنا الحسن؛ قال:ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله:( سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسَى ) قال:كان يتذكر القرآن في نفسه مخافة أن ينسى، فقال قائلو هذه المقالة:معنى الاستثناء في هذا الموضع على النسيان، ومعنى الكلام:فلا تنسى، إلا ما شاء الله أن تنساه، ولا تذكُرَه، قالوا:ذلك هو ما نسخه الله من القرآن، فرفع حكمه وتلاوته.
* ذكر من قال ذلك: