حدثنا بشر، قال:ثنا يزيد، قال:ثنا سعيد، عن قتادة ( سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسَى ) كان صلى الله عليه وسلم لا ينسى شيئًا( إِلا مَا شَاءَ اللَّهُ ) .
وقال آخرون:معنى النسيان في هذا الموضع:الترك؛ وقالوا:معنى الكلام:سنقرئك يا محمد فلا تترك العمل بشيء منه، إلا ما شاء الله أن تترك العمل به، مما ننسخه.
وكان بعض أهل العربية يقول في ذلك:لم يشأ الله أن تنسى شيئًا، وهو كقوله:خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلا مَا شَاءَ رَبُّكَولا يشاء. قال:وأنت قائل في الكلام:لأعطينك كلّ ما سألت إلا ما شئت، وإلا أن أشاء أن أمنعك، والنية أن لا تمنعه، ولا تشاء شيئًا. قال:وعلى هذا مجاري الأيمان، يستثنى فيها، ونية الحالف:اللمام.
والقول الذي هو أولى بالصواب عندي قول من قال:معنى ذلك:فلا تنسى إلا أن نشاء نحن أن نُنسيكه بنسخه ورفعه.
وإنما قلنا ذلك أولى بالصواب، لأن ذلك أظهر معانيه.
وقوله:( إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى ) يقول تعالى ذكره:إن الله يعلم الجهر يا محمد من عملك ما أظهرته وأعلنته ( وَمَا يَخْفَى ) يقول:وما يخفى منه فلم تظهره مما كتمته، يقول:هو يعلم جميع أعمالك سرّها وعلانيتها؛ يقول:فاحذره أن يطلع عليك وأنت عامل في حال من أحوالك بغير الذي أذن لك به.