وقوله:لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ أى:لا يتكلمون إلا بما يأمرهم به، ولا يقولون شيئا بدون إذنه، كما هو شأن العبيد الطائعين لسيدهم.
وأصل الكلام:لا يسبق قولهم قوله- عز وجل- إلا أنه- سبحانه- أسند السبق إليهم، تنزيلا لسبق قولهم لقوله، منزلة سبقهم إياه، للإشعار بمزيد طاعتهم وتنزيههم عن كل قول بغير إذنه- تعالى-.
وقوله:وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ بيان لتبعيتهم له- تعالى- في الأعمال إثر بيان تبعيتهم له- سبحانه- في الأقوال.
أى:وهم بأمره وحده يعملون لا بأمر أحد سواه، ولا بأمر أنفسهم، كما قال- تعالى- في آية أخرى:يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ ناراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ. عَلَيْها مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ ما أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ.