السبْق ،حقيقته: التقدم في السير على سائر آخر .وقد شاع إطلاقه مجازاً على التقدم في كل عمل .ومنه السبق في القول ،أي التكلم قبل الغَير كما في هذه الآية .ونفيه هنا كناية عن عدم المساواة ،أي كناية عن التعظيم والتوقير .ونظيره في ذلك النهيُ عن التقدم في قوله تعالى:{ يأيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله}[ الحجرات: 1] فإن التقدم في معنى السبق .
فقوله تعالى:{ لا يسبقونه بالقول} معناه لا يصدر منهم قول قبل قوله ،أي لا يقولون إلاّ ما أذن لهم أن يقولون .وهذا عام يدخل فيه الردّ على زعم المشركين أن معبوداتهم تشفع لهم عند الله إذا أراد الله عقابهم على أعمالهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله كما سيصرح بنفيه .
وتقديم{ بأمره} على{ يعملون} لإفادة القصر ،أي لا يعملون عملاً إلا عن أمر الله تعالى فكما أنهم لا يقولون قولاً لم يأذن فيه كذلك لا يعملون عملاً إلا بأمره .