وذكر سبحانه وتعالى هذا الوصف لهم ، للإشارة إلى أنهم من الله بمنزلة من الطاعة ، كمنزلة العبيد من مالكهم ، لا يسبقونه في أمر من أمور الشريعة أو الخلق والتكوين أو القول ، بل هم تابعون خاضعون ، ليس قول مع قوله سبحانه ، فلا يتقدمون أمامه ، وقالوا:إن{ لا يسبقونه بالقول} في مؤدى لا يسبق قولهم قوله ، أي لا يقولون قولا ، بل قولهم دائما مسبوق بإرادة الله سبحانه وتعالى ، وليس لهم أن يتقدموا بأمر ، ثم قال تعالى في بيان خضوعهم:{ وهم بأمره يعملون} وتقديم الجار والمجرور لإفادة الاختصاص ، والمعنى بأمره وحده لا بأمر غيره يعملون ، وفي ذلك تعريض ببطلان ما يفعله المشركون إذ يفرضون لآلهتهم المزعومة مطالب يؤدونها ، وذلك من أوهامهم .