قائل هذا بعض المشركين والنصارى منهم ، لأن ذلك إشراك في العبادة لا مرية ، وقالوا إن الله – تعالى عما يقولون – اتخذ المسيح ابنا له ، كما قال تعالى:{ وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله . . . 30} ( التوبة ) . وطائفة من العرب قيل إنهم من خزاعة قالوا الملائكة بنات الله ، ولقد أشار سبحانه إلى ذلك بقوله:{ وجعلوا لله شركاء الجن وخلقهم وخرقوا له بنين وبنات بغير علم سبحانه وتعالى عما يصفون 100 بديع السماوات والأرض أنّى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة وخلق كل شيء وهو بكل شيء عليم 101} ( الأنعام ) .
وقوله تعالى:{ وقالوا اتخذ الرحمن ولدا} أي جعل له ولدا ، وكلامهم ينبني عن احتياجه سبحانه إلى ولد ، لأن الاتخاذ لا يكون إلا عن حاجة ، وقوله تعالى:{ سبحانه} أي تنزه وتقدس عن ذلك{ بل} إضراب وردّ لقولهم ،{ عباد مكرمون} ، أي كرمهم الله تعالى وهم عباده ، فعيسى عبد الله ، ولا يستنكف أن يكون عبدا ، والملائكة المقربون لا يستنكفون أن يكونوا عبيدا له .
وقد ذكر سبحانه وتعالى حالهم فقال عز من قائل:
{ لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون} .