قال الآلوسى ما ملخصه:«قوله- تعالى-:وَقالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمنُ وَلَداً، حكاية لجناية فريق من المشركين لإظهار بطلانها، وبيان تنزهه- سبحانه- عن ذلك، إثر بيان تنزهه- جل وعلا- عن الشركاء على الإطلاق، وهم حي من خزاعة قالوا:الملائكة بنات الله، ونقل الواحدي أن قريشا وبعض العرب قالوا ذلك.
والآية مشنعة على كل من نسب إلى الله- تعالى- ذلك كاليهود والنصارى..».
أى:وقال المشركون الذين انطمست بصائرهم عن معرفة الحق «اتخذ الرحمن ولدا سبحانه» .
أى:تنزه وتقدس الله- تعالى- عن ذلك جل وعلا عما يقولونه علوا كبيرا.
وقوله:بَلْ عِبادٌ مُكْرَمُونَ إضراب عما قالوه، وإبطال له، وثناء على ملائكته الذين زعم فريق من المشركين أنهم بنات الله.
وعباد:جمع عبد. والعبودية لله- تعالى- معناها:إظهار التذلل له- سبحانه-، والخضوع لذاته.
ومكرم:اسم مفعول من أكرم، وإكرام الله- تعالى- لعبده معناه:إحسانه إليه وإنعامه عليه.
أى:لقد كذب هؤلاء المشركون في زعمهم أن الملائكة بنات الله، والحق أن الملائكة هم عباد مخلوقون له- تعالى- ومقربون إليه ومكرمون عنده.