{وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه بل عباد مكرمون ( 26 ) لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون ( 27 ) يعلم مابين أيديهم وما خلفهم ولا يشفعون إلا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون( 28 ) ومن يقل منهم إني إله من دونه فذالك نجزيه جهنم كذلك نجزي الظالمين ( 29 )} [ 26-29] .
في الآيات:
1- حكاية تنديدية لعقيدة كفار العرب ؛حيث أشارت على ما كانوا ينسبونه إلى الله من اتخاذ الأولاد .
2- ورد عليهم وتنزيه لله عن هذه النسبة وتوضيح لحقيقة أمر الذين ينسبونهم بالنبوة إليه ،فهم عباده ولهم مقام التكريم عنده .وهم مطيعون لأوامره يقومون بما يأمرهم به ،وهو محيط بهم كل الإحاطة مطلع على أحوالهم وسرهم وعلنهم ،ولا يستطيع أحد منهم أن يتجاوز الحد المرسوم له أو يشفع لأحد لا يكون قد نال رضاء الله وهم دائمو الاستشعار بخوفه ،وكل من يجرؤ منهم على دعوى الألوهية يكون جزاؤه جهنم كما هو جزاء كل ظالم باغ متجاوز لحدوده .
3- والآيات متصلة بما سبقها سياقا وموضوعا كما هو المتبادر .وواضح أن المعني فيها هم الملائكة الذين كان العرب ينسبونهم بالبنوة إلى الله ويقولون: إنهم بناته ويعبدونهم ويستشفعون بهم على هذا الأساس ،وقد تكررت حكاية ذلك عنهم وعلقنا على الموضوع بما يغني عن التكرار ،وكل ما يحسن أن نزيده أن الآيات قد تضمنت تزييفا لمشركي العرب ودعوة لهم للارعواء .فالذين يشركونهم مع الله هم عبيده الخاضعون له ،فالأولى والأنفع لهم أن يحذوا حذوهم فيعبدوا الله ويتجهوا إليه وحده ،وهذا المعنى وارد في الآيات السابقة لهذه الآية .