/م21
26 - وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ .
مكرمون: مقربون عنده .
وقال فريق من هؤلاء المشركين: إن الملائكة بنات الله ،وقد ناقش القرآن هذه الفكرة في آيات كثيرة ،وأثبت ضلالها وبين ضعف الأنثى ،وعدم استطاعتها إقامة الحجة أو النجاح في الخصومة ،فكيف يجعلون لأنفسهم الذكور ولله الأنثى ؟!
قال تعالى: ألكم الذكر وله الأنثى * تلك إذا قسمة ضيزى . 5 ( النجم: 21 ،22 ) .
وقال سبحنه وتعالى: وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءًا إِنَّ الْإِنسَانَ لَكَفُورٌ مُّبِينٌ * أَمِ اتَّخَذَ مِمَّا يَخْلُقُ بَنَاتٍ وَأَصْفَاكُم بِالْبَنِينَ * وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحْمَنِ مَثَلاً ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ * أَوَمَن يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ * وَجَعَلُوا الْمَلاَئِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ * وَقَالُوا لَوْ شَاء الرَّحْمَنُ مَا عَبَدْنَاهُم مَّا لَهُم بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ .( الزخرف: 15 – 20 ) .
وتفيد كتب التفسير: أن اليهود ادعوا لله ولدا هو العزير ،وأن النصارى ادعوا لله ولدا وهو المسيح عيسى ابن مريم ،وأن جموعا من مشركي العرب ادعوا أن الملائكة بنات الله ،وهم بطون من خزاعة وجهينة وبني سلمة ،وقد ناقشتهم آيات القرآن وفندت حججهم ،فكيف يتخذ الخالق مما يخلق البنات ويترك للمخلوقين البنين ؟!مع أن العربي كان إذا بشر بالأنثى ؛اسود وجهه ،وملأ الغيظ قلبه ،وسيكتب الله قولهم ويحاسبهم عليه ويسألهم عنه .
ومعنى الآية:
وقال المشركون: اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا تنزه الله وتقدس الله تعالى عن ذلك ،جل وعلا عما يقولونه علوا كبيرا .
بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ .
لقد كذب المشركون في قولهم: الملائكة بنات الله ،والحق أن الملائكة هم عباد مخلوقون له تعالى ،ومقربون إليه ومكرمون عنده ؛لأنهم في منتهى الطاعة والعبادة والامتثال لأمره ،والتسابق في مرضاته ،لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون .