قوله تعالى:{لاَ يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ 27} .
لا يسبقون ربهم بالقول أي لا يقولون إلا ما أمرهم أن يقولوه لشدة طاعتهم له{وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ 27} .وما أشار إليه في هذه الآية الكريمة من أن الملائكة عبيده وملكه ،والعبد لا يمكن أن يكون ولداً لسيدهأشار له في غير هذا الموضع .كقوله في «البقرة »:{وَقَالُواْ اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَل لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ والأرض كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ 116} ،وقوله في «النساء »:{إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ وما في السَّمَاوَات وَمَا في الأرض وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً 171} أي والمالك بكل شيء لا يمكن أن يكون له ولد .لأن الملك ينافي الولدية ،ولا يمكن أن يوجد شيء سواه إلا وهو ملك له جل وعلا .
وما ذكره في هذه الآية الكريمة: من الثناء الحسن على ملائكته عليهم صلوات الله وسلامهبينه في غير هذا الموضع .كقوله تعالى{عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلاَظٌ شِدَادٌ لاَّ يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ 6} ،وقوله تعالى:{وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ 10 كِرَاماً كَاتِبِينَ 11 يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ 12} ،وقوله تعالى:{وَلَهُ مَن في السَّمَاوَاتِ والأرض وَمَنْ عِنْدَهُ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلاَ يَسْتَحْسِرُونَ 19 يُسَبِّحُونَ الْلَّيْلَ وَالنَّهَارَ لاَ يَفْتُرُونَ 20} إلى غير ذلك من الآيات .
مسألة
أخذ بعض العلماء من هذه الآية الكريمة وأمثالها في القرآن: أن الأب إذا ملك ابنة عتق عليه بالملك .ووجه ذلك واضح .لأن الكفار زعموا أن الملائكة بنات الله .فنفى الله تلك الدعوى بأنهم عباده وملكه .فدل ذلك على منافاة الملك الولدية ،وأنهما لا يصح اجتماعهما .والعلم عند الله تعالى .