{لاَ يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ} حيث يعبِّر السبق بالقول عن معنى كنائي عن الاستقلال في الفكر والكلمة والموقف ،الناشىء عن الشعور باستقلال الذات وحرية الموقف والموقع ،فهم لا يرون لأنفسهم ذلك ،بل يلتزمون التبعية المطلقة التي ينتظرون فيها الكلمة الإلهية ليلتزموها ويقولوها ،والخط الإلهي ليتحركوا فيه ،والشريعة الهادية لينفعلوا بها ،{وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ} فلا يتمردون في كلمة ،ولا ينحرفون في خط ،ولا يبتعدون عن هدف ،مما يريده الله لهم ولدورهم في حركة الحياة ،فهم الخاضعون له ،وهو المسيطر على الأمر كله ،والمحيط بسرّهم وعلانيتهم ،في ما يحيطون به ،وما لا يحيطون به ،فهو يعلم منهم ما لا يعلمونه من أنفسهم ،