والخطاب في قوله- تعالى-:فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّى حِينٍ للرسول صلّى الله عليه وسلّم والضمير المنصوب «هم» للمشركين.
والغمرة في الأصل:الماء الذي يغمر القامة ويسترها، إذ المادة تدل على التغطية والستر.
يقال:غمر الماء الأرض إذا غطاها وسترها. ويقال:هذا رجل غمر- بضم الغين وإسكان الميم- إذا غطاه الجهل وجعله لا تجربة له بالأمور. ويقال:هذا رجل غمر- بكسر الغين- إذا غطى الحقد قلبه والمراد بالغمرة هنا:الجهالة والضلالة، والمعنى:لقد أديت- أيها الرسول- الرسالة، ونصحت لقومك. وبلغتهم ما أمرك الله- تعالى- بتبليغه، وعليك الآن أن تترك هؤلاء الجاحدين المعاندين في جهالاتهم وغفلتهم وحيرتهم حَتَّى حِينٍ أى:
حتى يأتى الوقت الذي حددناه للفصل في أمرهم بما تقتضيه حكمتنا.
وجاء لفظ «حين» بالتنكير، لتهويل الأمر وتفظيعه.