ولهذا تقول الآية الأخيرة هنا: ( فذرهم في غمرتهم حتّى حين ) أي اتركهم على حالهم حتّى يأتي أجلهم ،أو يأتيهم الله بعذاب منه ،فليس لهم سوى هذا ،لأنّهم أصرّوا على البقاء في جهلهم ومتاهتهم .
وكلمة «حين » قد تكون إشارة إلى وقت الموت ،أو نزول العذاب ،أو كليهما .
وأمّا «الغمرة » على وزن «ضربة » فهي بالأصل من «غمر » أي إتلاف كلّ شيء .ثمّ أطلق غمر وغامر على الماء الكثير الذي يزيل كلّ شيء يواجهه ويواصل جريانه ،ثمّ أطلق على الجهل والبلايا التي يغرق فيها الإنسان .كما استعملته الآية السابقة بمعنى الغفلة والضياع والجهل والضلال .