ثم أمر- سبحانه- عباده المؤمنين أن يكثروا من التضرع اليه بالدعاء فقال:وَقالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ....
أى:وقال ربكم- أيها المؤمنون- تضرعوا إلى بالدعاء، وتقربوا إلى بالطاعات، أستجب لكم، ولا أخيب لكم رجاء.
ولا تنافى بين تفسير الدعاء هنا بالسؤال والتضرع إلى الله- تعالى-، وبين تفسيره بالعبادة، لأن الدعاء هو لون من العبادة، بل هو مخها كما جاء في الحديث الشريف.
والإنسان الذي التزم في دعائه الآداب والشروط المطلوبة، كان دعاؤه جديرا بالإجابة، فقد حكى لنا القرآن الكريم في آيات كثيرة، أن الأنبياء والصالحين، عند ما دعوا الله- تعالى- أجاب لهم دعاءهم، ومن ذلك قوله- تعالى- وَنُوحاً إِذْ نادى مِنْ قَبْلُ فَاسْتَجَبْنا لَهُ، فَنَجَّيْناهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ .
ثم بين- سبحانه- سوء عاقبة الذين يتكبرون عن طاعة الله وعن دعائه فقال:إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِينَ أى:إن الذين يستكبرون عن طاعتي، وعن التقرب إلى بما يرضيني، سيدخلون يوم القيامة نار جهنم حالة كونهم أذلاء صاغرين.
فقوله:داخِرِينَ من الدخور بمعنى الانقياد والخضوع يقال:دخر فلان يدخر دخورا إذا ذل وهان.
هذا، وقد ذكر الإمام ابن كثير عند تفسيره لهذه الآية جملة من الأحاديث التي تتصل بموضوع الدعاء فارجع إليه إن شئت.