وقوله:( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ) يقول تعالى ذكره:ويقول ربكم أيها الناس لكم ادعوني:يقول:اعبدوني وأخلصوا لي العبادة دون من تعبدون من دوني من الأوثان والأصنام وغير ذلك ( أَسْتَجِبْ لَكُمْ ) يقول:أُجِبْ دعاءكم فأعفو عنكم وأرحمكم.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني عليّ, قال:ثنا عبد الله, قال:ثني معاوية, عن عليّ, عن ابن عباس, قوله:( ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ) يقول:وحَّدوني أغفر لكم.
حدثنا عمرو بن عليّ, قال:ثنا عبد الله بن داود, عن الأعمش, عن زرّ, عن يسيع الحضرمي, عن النعمان بن بشير, قال:قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم:"الدُّعاءُ هُوَ العِبادَةُ"وقرأ رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم:( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي ) .
حدثنا محمد بن بشار, قال:ثنا عبد الرحمن, قال:ثنا سفيان, عن منصور, والأعمش عن زرّ, عن يسيع الحضرمي, عن النعمان بن بشير, قال:سمعت النبيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم يقول:"الدُّعاءُ هُوَ العبادَةُ,( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ) ... الآية.
حدثنا محمد بن المثنى, قال:ثنا محمد بن جعفر, قال:ثنا شعبة, عن منصور, عن زرّ, عن يسيع قال أبو موسى:هكذا قال غندر, عن سعيد, عن منصور, عن زرّ, عن يسيع, عن النعمان بن بشير قال:قال النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم:"إنَّ الدُّعاءَ هُوَ العِبَادَةُ"( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ) .
حدثنا ابن المثنى, قال:ثنا عبد الرحمن بن مهدي, قال:ثنا شعبة, عن منصور, عن زر, عن يسيع عن النعمان بن بشير, عن النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم بمثله.
حدثنا الحسن بن عرفة, قال:ثنا يوسف بن العرف الباهلي, عن الحسن بن أبي جعفر, عن محمد بن جحادة, عن يسيع الحضرمي, عن النعمان بن بشير, قال:قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم:"إنَّ عِبَادَتي دُعائي"ثُم تلا هذه الآية:( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي ) قال:"عَنْ دُعائي".
حدثنا عليّ بن سهل, قال:ثنا مؤمل, قال:ثنا عمارة, عن ثابت, قال:قلت لأنس:يا أبا حمزة أبلغك أن الدعاء نصف العبادة؟ قال:لا بل هو العبادة كلها.
حدثنا محمد, قال:ثنا أحمد, قال:ثنا أسباط, عن السديّ, قال:أخبرنا منصور, عن زر, عن يسيع الحضرمي, عن النعمان بن بشير, قال:قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم:"الدُّعاءُ هُوَ العِبادَةُ, ثم قرأ هذه الآية ( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي )".
حدثني يعقوب بن إبراهيم, قال:ثنا هاشم بن القاسم, عن الأشجعي, قال:قيل لسفيان:ادع الله, قال:إن ترك الذنوب هو الدعاء.
وقوله:( إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي ) يقول:إن الذين يتعظمون عن إفرادي بالعبادة, وإفراد الألوهة لي ( سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ) بمعنى:صاغرين. وقد دللنا فيما مضى قبل على معنى الدخر بما أغني عن إعادته في هذا الموضع.
وقد قيل:إن معنى قوله ( إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي ):إن الذين يستكبرون عن دعائي.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا محمد بن الحسين, قال:ثنا أحمد بن المفضل, قال:ثنا أسباط, عن السديّ( إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي ) قال:عن دعائي.
حدثنا محمد, قال:ثنا أحمد, قال:ثنا أسباط, عن السديّ( دَاخِرِينَ ) قال:صاغرين.