وملائكتنا تقول لكم:
اصْلَوْها أى:ادخلوها، وقاسوا حرها فَاصْبِرُوا أَوْ لا تَصْبِرُوا أى:ادخلوها داخرين فاصبروا على سعيرها أو لا تصبروا، فهي مأواكم لا محالة.
سَواءٌ عَلَيْكُمْ الأمران، الصبر وعدمه، لأن كليهما لا فائدة لكم من ورائه.
فقوله:سَواءٌ عَلَيْكُمْ خبر لمبتدأ محذوف. أى:الأمران سواء بالنسبة لكم.
إِنَّما تُجْزَوْنَ في هذا اليوم عاقبة، ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ أى:في الدنيا.
قال صاحب الكشاف:فإن قلت:لم علل استواء الصبر وعدمه بقوله:إِنَّما تُجْزَوْنَ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ؟
قلت:لأن الصبر إنما يكون له مزية على الجزع، لنفعه في العاقبة بأن يجازى عليه الصابر جزاء الخير، فأما الصبر على العذاب الذي هو الجزاء، ولا عاقبة له ولا منفعة، فلا مزية له على الجزع.
وكعادة القرآن الكريم في المقارنة بين سوء عاقبة المكذبين، وحسن عاقبة المؤمنين، جاء الحديث عن المتقين، بعد الحديث عن الكافرين، فقال- تعالى-: