ثم فصل - سبحانه - جانبا من أهواله فقال:( يَوْمَ لاَ تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً والأمر يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ ) أى:يوم الدين والجزاء هو اليوم الذى لا تملك فيه نفس لغيرها شيئا من النفع . وإنما الذى ينفع فيه هو الإِيمان والعمل الصالح ، والأمر فيه لله - تعالى - وحده ، ولا سلطان ولا تصرف لأحد سواه .
وقوله:( يَوْمَ لاَ تَمْلِكُ . . . ) بيان ليوم الدين . وقد قرأ بعض القراء السبعة ( يوم ) بالنصب على أنه منصوب بفعل محذوف . أى:اذكر يوم لا تملك نفس لنفس شيئا .
وقرأ البعض الآخر بالرفع على أنه خبر لمبتدأ محذوف . أى:هو يوم لا تملك نفس لنفس شيئا . . أو على أنه بدل من "يوم الدين ".
وهكذا اختتمت السورة الكريمة كما بدئت بالتهويل من شأن يوم القيامة ، ليزداد العقلاء استعداداً له ، عن طريق الإِيمان والعمل الصالح الذى يرضى الله - تعالى - .
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .