أولاً : التمهيد للسورة :
- • نقاط السورة: • سورة النصر تتضمن وعد الله لرسوله ﷺ بالنصر والتمكين، وما ينبغي أن يكون عليه العبد عند حصول ذلك، فهذا الوعد الإلهي ألا يبعث في نفسك التفاؤل والطمأنينة وأنت ترى حال المسلمين الآن؟ إن من شكر نعم الله على العبد التسبيح والاستغفار عقب كل نعمة تغمرك، فما حظك من هذا الكنز؟ • سورة النصر تركز على عاقبة الإسلام بالفتح والنصر، وما يُشرَع عند حدوث ذلك، كما ترمز لقرب أجل النبي ﷺ. • عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: «كَانَ عُمَرُ يُدْخِلُنِي مَعَ أَشْيَاخِ بَدْرٍ، فَكَأَنَّ بَعْضَهُمْ وَجَدَ فِي نَفْسِهِ، فَقَالَ: لِمَ تُدْخِلُ هَذَا مَعَنَا وَلَنَا أَبْنَاءٌ مِثْلُهُ؟ فَقَالَ عُمَرُ: إِنَّهُ مَنْ قَدْ عَلِمْتُمْ، فَدَعَاهُ ذَاتَ يَوْمٍ فَأَدْخَلَهُ مَعَهُمْ، فَمَا رُئِيتُ أَنَّهُ دَعَانِي يَوْمَئِذٍ إِلَّا لِيُرِيَهُمْ، قَالَ: مَا تَقُولُونَ فِي قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ؟ فَقَالَ بَعْضُهُمْ: أُمِرْنَا أَنْ نَحْمَدَ اللَّهَ وَنَسْتَغْفِرَهُ إِذَا نُصِرْنَا وَفُتِحَ عَلَيْنَا، وَسَكَتَ بَعْضُهُمْ فَلَمْ يَقُلْ شَيْئًا، فَقَالَ لِي: أَكَذَاكَ تَقُولُ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ؟ فَقُلْتُ: لَا، قَالَ: فَمَا تَقُولُ؟ قُلْتُ: هُوَ أَجَلُ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ أَعْلَمَهُ لَهُ، قَالَ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ وَذَلِكَ عَلَامَةُ أَجَلِكَ: ﴿فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا﴾، فَقَالَ عُمَرُ: مَا أَعْلَمُ مِنْهَا إِلَّا مَا تَقُولُ» . • وهذا التفسير يسمى بالتفسير الإشاري: وهو تفسير بغير ظاهر النص لإشارة خفية، وهو جائز بشروط. • قال ابنُ القيِّمِ: «وتفسير النَّاسِ يدورُ على ثلاثةِ أصولٍ: تفسيرٌ على اللَّفظِ، وهو الذي ينحو إليه المتأخِّرون، وتفسيرٌ على المعنى، وهو الذي يذكره السَّلفُ، وتفسيرٌ على الإشارةِ والقياسِ، وهو الذي ينحو إليه كثيرٌ منَ الصُّوفيَّةِ وغيرهم. • وهذا لا بأسَ به بأربعةِ شرائط: أن لا يناقضَ معنى الآية، وأن يكون معنًى صحيحًا في نفسِهِ، وأن يكون في اللَّفظِ إشعارٌ به، • وأن يكون بينه وبين معنى الآيةِ ارتباطٌ وتلازمٌ، فإذا اجتمعت هذه الأمورُ الأربعةُ كان استنباطًا حسنًا» .
ثانيا : أسماء السورة :
- • الاسم التوقيفي :: «النصر».
- • معنى الاسم :: --
- • سبب التسمية :: لورود هذا اللفظ في أولها.
- • أسماء أخرى اجتهادية :: «سُورَةُ إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ»، و«سُورَةُ التَّوْدِيعِ»؛ يَعْنِي مِنَ الْإِشَارَةِ إِلَى اقْتِرَابِ لِحَاقِهِ بِالرَّفِيقِ الْأَعْلَى، و«سُورَةُ الفتح».
ثالثا : علمتني السورة :
- • علمتني السورة :: أن النصر لا يأتي إلا من عند الله، بيده وحده: ﴿إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّـهِ وَالْفَتْحُ﴾
- • علمتني السورة :: أن النصر والتمكين لن يكون إلا لدين الله، فدخول الناس في دينه مستمر ولو كره الكافرون: ﴿وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّـهِ أَفْوَاجًا﴾
- • علمتني السورة :: ادع كافرًا إلى الإسلام بأي وسيلة تجيدها: ﴿وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّـهِ أَفْوَاجًا﴾
- • علمتني السورة :: تسبيح الله وحمده واستغفاره عند حصول النعم: ﴿... فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ﴾