أولاً : التمهيد للسورة :
- • الدعوة للإيمان قبل يوم التغابن:: ما معنى التغابن أو الغبن؟ الجواب: تَغَابَنَ التجار أن يبيع البائع بأقل من القيمة، أو يشتري المشتري بأكثر من الثمن، كمن يبيع ما يساوي عشرة بستة، أو يشتري ما يساوي ستة بعشرة. ويوم التَّغَابُنِ: هو يوم القيامة، حيث يظهر فيه غبن الكافر وخسارته بتركه الإيمان. المؤمنون غَبَنوا الكافرين بأخذ أماكنهم في الجنة، وإعطائهم أماكنهم من النار. الغَبْن أيضًا يوم القيامة يلحق بمن قَصَّر في الإحسان من المؤمنين، فيتمنى أن لو زاد في الإحسان فتعلو مرتبته في الجنة. ويمكن تلخص السورة في: التحذير مما أوقع الكافرين في الغَبْن الأكبر يوم القيامة، والتحذير من التقصير لئلا يقع المؤمن في الغبن في ذلك اليوم. سورة التغابن تتحدث عن: التغابن والمغبونين، وأسباب التغابن وسبل الوقاية منه.
- • بيان ثواب المؤمنين ثم جزاء الكافرين:: الكافر مغبون (أي مخدوع)، وسوف يكتشف هذه الحقيقة يوم التغابن: ﴿يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ ٱلْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ ٱلتَّغَابُنِ﴾ (9). السورة نادي هنا: لا تنشغلوا بالدنيا عن الهدف الذي خلقتم من أجله؛ فتقعوا في الغبن في سوق الحياة.هذا هو أعظم غبن يلحق بالإنسان، عندما يؤثر الدنيا الفانية ويضيع الآخرة الباقية.
ثانيا : أسماء السورة :
- • الاسم التوقيفي :: «التَّغَابُنِ».
- • معنى الاسم :: سبق منذ قليل.
- • سبب التسمية :: لوقوع لفظ التغابن في الآية (9)، ولم يقع هذا اللفظ في غيرها من سور القرآن.
- • أسماء أخرى اجتهادية :: لا أعرف لها اسمًا غيره.
ثالثا : علمتني السورة :
- • علمتني السورة :: أن الإيمان بالله وعمل الصالحات يقي من يوم التغابن: ﴿يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ۖ ذَٰلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ ۗ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّـهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ ... ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾
- • علمتني السورة :: أن الإيمان بالقدر سبب للطمأنينة والهداية: ﴿مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّـهِ ۗ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّـهِ يَهْدِ قَلْبَهُ﴾
- • علمتني السورة :: أن التكليف في حدود المقدور: ﴿فَاتَّقُوا اللَّـهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ﴾
- • علمتني السورة :: أن الله أمرنا بـ: تقوى الله، والسمع والطاعة لله ولرسوله، والإنفاق في سبيل الله، والبعد عن البخل: ﴿فَاتَّقُوا اللَّـهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنفِقُوا خَيْرًا لِّأَنفُسِكُمْ ...﴾