أولاً : التمهيد للسورة :
- • الحاقة: • اسم من أسماء يوم القيامة؛ لأن فيه يظهر الحق الكامل، وتُحَقُّ الأمور، أي تُعَرف فيه الأمور على حقيقتها، ويصير كل إنسان حقيقًا بجزاء عمله، فيها يتخاصم الناس ويدَّعي كل إنسانٍ الحق لنفسه، كما أن القيامة أحقت لأقوامٍ الجنة وأحقت لأقوامٍ النار. • استشعر هول العرض على الجبار: ﴿يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لاَ تَخْفَىٰ مِنكُمْ خَافِيَةٌ﴾ (18). • استشعر موقف تطاير الصحف: ﴿فَأَمَّا مَنْ أُوتِىَ كِتَـٰبَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ ٱقْرَؤُاْ كِتَـٰبيَهْ * إِنّى ظَنَنتُ أَنّى مُلَـٰقٍ حِسَابِيَهْ * فَهُوَ فِى عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ * فِى جَنَّةٍ عَالِيَةٍ ...﴾ (19-22). • أرأيت فرحته؟! أسمعت نداء الفوز والفلاح منه؟! فلماذا لا تكون مثله؟! • وفي المقابل: ﴿وَأَمَّا مَنْ أُوتِىَ كِتَـٰبَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يٰلَيْتَنِى لَمْ أُوتَ كِتَـٰبِيَهْ * وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ * يٰلَيْتَهَا كَانَتِ ٱلْقَاضِيَةَ * مَا أَغْنَىٰ عَنّى مَالِيَهْ * هَلَكَ عَنّى سُلْطَـٰنِيَهْ * خُذُوهُ فَغُلُّوهُ * ثُمَّ ٱلْجَحِيمَ صَلُّوهُ * ثُمَّ فِى سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً فَاْسْلُكُوهُ﴾ (25-32). ولاحظ أن السورة ابتدأت بأهل الجنة قبل أهل النار، وكأن المعنى: حبّب الناس بالجنة قبل تخويفهم من النار، لأن الترغيب يؤثر في النفوس بشكل أقوى بكثير من الترهيب.
ثانيا : أسماء السورة :
- • الاسم التوقيفي :: «الحاقة».
- • معنى الاسم :: الحاقة: اسم من أسماء يوم القيامة، فهو يوم متحقق الوقوع، ويتحقق فيه الوعد والوعيد.
- • سبب التسمية :: وُقُوعُ هَذِهِ الْكَلِمَةِ فِي أَوَّلِهَا وَلَمْ تَقَعْ فِي غَيْرِهَا مِنْ سُوَرِ الْقُرْآنِ.
- • أسماء أخرى اجتهادية :: «سُورَةُ السِّلْسِلَةِ»؛ لذكره في الآية (32)، و«سُورَةُ الواعية»؛ لذكره في الآية (12).
ثالثا : علمتني السورة :
- • علمتني السورة :: حتمية وقوع القيامة، وأنها حق.
- • علمتني السورة :: حال الأمم السابقة وما أنزل الله عليهم من العقوبات: ﴿فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ ۞ وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ﴾
- • علمتني السورة :: أن ثمار الجنة قريبة يتناولها أهل الجنة قعودًا وعلى جنوبهم: ﴿قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ﴾
- • علمتني السورة :: أن المال والسلطان ابتلاء وتكليف لا تشريف؛ فإذا العبد ما أدى فيها حق ربه وعباده كانت حسرة يوم القيامة: ﴿مَا أَغْنَىٰ عَنِّي مَالِيَهْ ۜ ۞ هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ﴾