أولاً : التمهيد للسورة :
- • فتبدأ السورة بـ:: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ ...﴾ اتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم؟! كانوا على وشك الاعتقاد أنهم على قمة جبل التقوى والصلاح، فتعالجهم السورة في مطلعها، وهي تقول لهم: اتقوا الله.
- • ثثم تذكرهم: أن منهم من لم يكونوا يريدون الخروج لبدر أصلًا، وأنهم جادلوا في ذلك: ﴿كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ * يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَمَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنْظُرُونَ﴾. جادلوا فيما قاد إلى هذا النصر الذي يمكن للشيطان أن يوسوس لهم أنه كان نتيجة حتمية لجهودهم
- • ثم تسحب السورة منهم: "استحقاق النصر": ﴿فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى﴾. هل أصابكم الغرور بسبب ما تحقق؟! حسنًا، خذوا هذه الآن: أنتم لم تقاتلوا أصلًا، وهذا الرمي الموفق لم يكن رميكم، ﴿وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى﴾. نعم، لو كان النصر يقاس بالمقاييس المادية، فإن المسلمين لم يكونوا لينتصروا في ذلك اليوم أبدًا، لأن عدد المسلمين كان 313 رجلًا ولم يكونوا مهيئين نفسيًا أو مجهزين عتادًا للقتال (كان معهم فرس واحد)، في حين كان عدد الكفار 1000 مقاتل كامل الجهوزية للحرب (كان معهم 300 فرس).ولننتبه أن هذا لم يحدث قبل القتال، بل حدث بعده، وبعد تحقق النصر، ولو كان حدث قبل لما قاد إلى النصر.
ثانيا : أسماء السورة :
- • الاسم التوقيفي :: «الأنفال».
- • معنى الاسم :: االأنفال: هي الغنائم التي يَغْنَمُها المُقَاتِلُون في الحرب.
- • سبب التسمية :: لذكرها في الآية الأولى، ولم يرد لفظ «الأنفال» في غيرها من سور القرآن الكريم.
- • أسماء أخرى اجتهادية :: «سورة بدر»؛ لأن معظمها في ذكر هذه الغزوة، و«سورة الجهاد».
ثالثا : علمتني السورة :
- • علمتني السورة :: أن النصر من عند الله، وهو ليس بكثرة عَدَدٍ ولا عُدَدٍ، مع وجوب الأخذ بالأسباب.
- • علمتني السورة :: الحذر من تحول القتال من إعلاء كلمة الله إلى طلب المغانم الرخيصة.
- • علمتني السورة :: البدريون يحتاجون لدعوة الصلح، فهل نحن لا نحتاج؟! الصلح خير: ﴿فَاتَّقُوا اللَّـهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ﴾
- • علمتني السورة :: أن الإيمان يزيد وينقص: ﴿وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا﴾