{الْكَوْثَرَ}: على وزن فوعل ،وهو الشيء الذي من شأنه الكثرة .
الله يغدق النعم والخير الكثير على نبيّه
{إِنَّآ أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} الظاهر أن المراد بالكوثر الخير الكثير ،وهو المعنى الذي يشمل أكثر المفردات المتفرقة التي ذكروها كمعان للكلمة مما لا شاهد للمفسرين عليها ،وقد جاء في الدر المنثور ،في ما رواه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس ،أنه قال: «الكوثر الخير الذي أعطاه الله إياه .قال أبو بشر: قلت لسعيد بن جبير: فإن ناساً يزعمون أنه نهر في الجنة ،قال: النهر الذي في الجنة من الخير الذي أعطاه الله إياه »[ 1] .
وإذا كانت السورة قد نزلت في أجواء الكلمات التي أثارها بعض سفهاء قريش في حديثهم عن النبي بأنه أبتَر لا ذرّية له من الذكور ،فقد يكون الحديث عن الخير الكثير إشارةً إلى الذرية الكثيرة التي للنبي محمد( ص ) من ابنته فاطمة( ع ) ،ليكون ذلك بمثابة الردّ على هؤلاء ،في ما أرادوه من إضعاف معنوية النبي 1 بهذه الكلمة ،التي كانت تمثل مدلولاً سلبياً في المجتمع القائم على اعتبار الامتداد في الذرية لوناً من ألوان القيمة الذاتية للإنسان هناك .ويقول صاحب الميزان ،تعليقاً على ذلك وتأكيداً له: ولولا ذلك لكان تحقيق الكلام بقوله:{إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الاَْبْتَرُ} خالياً عن الفائدة[ 2] .