قوله تعالى : { سَيَصْلَى نَاراً ذَاتَ لَهَبٍ } إحدى الدلالات على صحة نبوة النبي صلى الله عليه وسلم ؛ لأنه أخبر بأنه وامرأته سيموتان على الكفر ولا يُسْلِمَان ، فوُجِدَ مُخْبَرُهُ على ما أخبر به ، وقد كان هو وامرأته سمعا بهذه السورة ، ولذلك قالت امرأته إن محمداً هجانا ، فلو أنهما قالا : قد أسلمنا ، وأظهرا ذلك وإن لم يعتقداه لكانا قد ردَّا هذا القول ، ولكان المشركون يجدون متعلقاً ، ولكن الله علم أنهما لا يسلمان ، لا بإظهاره ولا باعتقاده ، فأخبر بذلك ، وكان مخبره على ما أخبر به . وهذا نظير قوله لو قال : إنكما لا تتكلمان اليوم ، فلم يتكلما مع ارتفاع الموانع وصحة الآلة ، فيكون ذلك من أظهر الدلالات على صحة نبوته .
وإنما ذكر الله أبا لهب بكنيته ، وذكر النبي صلى الله عليه وسلم باسمه ، وكذلك زَيْدٌ وكل من ذكره في الكتاب فإنما ذكرهم بالاسم دون الكنية ؛ لأن أبا لهب كان اسمه عبد العُزَّى ، وغير جائز تسميته بهذا الاسم ، فلذلك عدل عن اسمه إلى كنيته .