وقد يكون موسى( عليه السلام ) اضطرب عندما سمعَ هذا الكلام وخشي أن يُحرم مِن فيض هذا العالم الكبير ،لذا فقد تعهد بأن يصبر على جميع الحوادث وقال: ( قال ستجدني إِن شاءَ اللَّهُ صابراً ولا أعصي لك أمراً ) .
مرّة أُخرى كشف موسى( عليه السلام ) عن قمة أدبه في هذه العبارة ،فقد اعتمد على خالقه حيث لم يقل للرجل العالم: إِنّي صابر ،بل قال: إِن شاء الله ستجدني صابراً .
ولأنَّ الصبر على حوادث غريبة وسيئة في الظاهر والتي لا يعرف الإِنسان أسرارها ،ليسَ بالامر الهيّن ،لذا فقد طلب الرجل العالم مِن موسى( عليه السلام ) أن يتعهد لهُ مرّة أُخرى ،وحذَّره: ( قال فإِن اتبعتني فلا تسئلني عن شيء حتى أحدث لك مِنهُ ذِكراً ){[2307]} .وقد أعطى موسى العهد مجدداً وانطلق مع العالم الأستاذ .