ولعل هذا السبب كان داعياً لأن يكون الحديث بعد «الحروف المقطّعة » مباشرةً عن عظمة القرآن ،إذ يقول: ( تلك آيات الكتاب المبين ) ،وبالرغم من أن ( الكتاب المبين ) جاء بمعنى اللوح المحفوظ كما قد ورد في الآية ( 61 ) من سورة يونس ( ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلاّ في كتاب مبين ) والآية السادسة من سورة هود ( كلّ في كتاب مبين ) ولكنّه جاء بمعنى القرآن في الآية محل البحث بقرينة ذكر «الآيات » وكذلك جملة ( نتلوا عليك ) الواردة في الآية التي بعدها ..
وقد وصف القرآن هنا بكونه «مبين » وكما يستفاد من اللغة فإنّ كلمة «مبين » تستعمل في المعنيين «اللازم والمتعدي » ،فهو واضح في نفسه وموضّح لغيره ،والقرآن المجيد بمحتواه المشرق يميّز الحق عن الباطل ،ويبيّن الطريق اللاحب من الطريق المعوّج{[3031]} .
/خ6