الآياتهناعكست أوّل طلب لإبراهيم ( عليه السلام ) من الباري عز وجل ،إذ طلب الولد الصالح ،الولد الذي يتمكّن من مواصلة خطّه الرسالي ،ويتمم ما تبقّى من مسيرته ،وذلك حينما قال: ( ربّ هب لي من الصالحين ) .
إنّها حقّاً لعبارة جميلة ( الولد الصالح واللائق ) الصالح من حيث الاعتقاد والإيمان ،والصالح من حيث القول والعمل ،والصالح من جميع الجهات .
والذي يلفت النظر أنّ إبراهيم ( عليه السلام ) كان قد طلب من الله في إحدى المرّات أن يجعله من مجموعة الصالحين ،كما نقل القرآن ذلك عن إبراهيم ،( ربّ هب لي حكماً وألحقني بالصالحين ){[3791]} .
فيما طلب من الله هنا أن يمنحه الولد الصالح ،حيث أنّ كلمة صالح تجمع كلّ الأشياء اللائقة والجيّدة في الإنسان الكامل .
فاستجاب الله لدعاء عبده إبراهيم ،ورزقه أولاداً صالحين ( إسماعيل وإسحاق ) وذلك ما وضحته الآيات التالية في هذه السورة ( وبشّرناه بإسحاق نبيّاً من الصالحين ) .
وبخصوص إسماعيل يقول القرآن الكريم: ( وإسماعيل وإدريس وذا الكفل كلّ من الصابرين .وأدخلناهم في رحمتنا إنّهم من الصالحين ){[3792]} .