( ثمّ دمّرنا الآخرين ) .
الجمل القصيرةالتي وردت أعلاهتشير إلى تأريخ قوم لوط المليء بالحوادث ،والتي ورد شرحها في سور ( هود ) و ( الشعراء ) و ( العنكبوت ) .
«لوط » كسائر الأنبياء بدأ دعوته بتوحيد الله ،ثمّ عمد إلى الجهاد ضدّ الفساد الموجود في المجتمع المحيط به ،خاصّة ذلك الانحراف الخلقي المعروف باللواط ،والذي ظلّ كوصمة عار لقوم لوط على طول التاريخ .
فهذا النّبي العظيم عانى المرارة مع قومه ،وبذل كلّ ما يمتلك من جهد لإصلاح قومه المنحرفين ،ومنعهم من الاستمرار في ممارسة عملهم القبيح ،ولكن جهوده لم تسفر عن شيء .وعندما شاهد أنّ أفراد قلائل آمنوا به ،قرّر إنقاذ نفسه وإنقاذهم من المحيط الفاسد الذي يعيشون فيه .
وفي نهاية الأمر فقد لوط الأمل في إصلاح قومه وعمد إلى الدعاء عليهم ،حيث طلب من الله سبحانه وتعالى إنقاذه وعائلته ،فاستجاب الباري عز وجل لدعائه وأنقذه وعائلته مع تلك الصفوة القليلة التي آمنت به ،عدا زوجته العجوز التي لم ترفض فقط التمسّك بالتعليمات التي جاء بها ،وإنّما عمدتأحياناًإلى تقديم العون لأعدائه .
وقد عذّب الله قوم لوط بأشدّ العذاب ،إذ خسف بهم الأرض ثمّ أمطر عليهم حجارة من سجّيل ،ليهلكوا عن آخرهم ،وتمحى أجسادهم من الوجود أيضاً .