أمّا الآية الأخيرة في بحثنا فقد وضّحت بعبارة قصيرة شديدة اللهجة مصير تلك الاُمّة الظالمة الشريرة الحاقدة ( ثمّ أغرقنا الآخرين ) .
إذ انهمر المطر سيلا من السماء ،وتفجّرت الأرض عيوناً ،وغطّت المياه اليابسة كبحر هائج دكّ بأمواجه المتلاطمة الشامخة عروش الطغاة ودمّرها ،لافظاً إيّاهم بعدئذ أجساداً هامدة لا حياة فيها ولا روح .
والذي يلفت النظر أنّ الله سبحانه وتعالى استعرض ألطافه على نوح في عدّة آيات ،فيما بيّن عذابه لقوم نوح العاصين في عبارة واحدة قصيرة يرافقها التحقير وعدم الاهتمام بهم ،لأنّ حالة نصر المؤمنين وعزّتهم وتأييد الباري سبحانه لهم جديرة بالتوضيح ،وبيان حال المعاندين والعاصين لا يجدر بالاهتمام والاعتناء .