إضافة لما سبق تقول الآية التي بعدها: إنّ هناك منافع اُخرى: ( ولكم فها منافع ) .
الإنسان يستفيد من لبنها وصوفها وجلدها وسائر أجزائها الأُخرى ،بل يستفيد حتى من فضلاتها في تسميد الأرض وإخصاب الزرع .وخلاصة القول: إنّه لا يوجد شيء غير نافع في وجود هذه الأنعام ،فكل جزء منها مفيد ونافع ،حتى أنّ الإنسان بدأ يستخلص بعض الأدوية من امصال هذه الحيوانات ،و الملفت أن «منافع » جاءت نكرة في الآية لتبيّن أهمية ذلك ) .
ثم تضيف الآية: ( ولتبلغوا عليها حاجةً في صدوركم ) .
احتمل بعض المفسّرين أن معنى الآية ينصرف إلى حمل الأثقال الذي يتمّ بواسطة الأنعام ،لكن يحتمل أن يكون المقصود بقوله تعالى: ( حاجة في صدوركم )الإشارة إلى بعض المقاصد والأهداف والرغبات الشخصية ،إذ يستفاد من الأنعام في الترفيه والهجرة والسياحة والتسابق والتفاخر ،وما إلى ذلك من رغبات تنطوي عليها نفس الإنسان .
ولأنّ الأنعام تعتبر وسيلة سفر على اليابسة ،لذلك تقول الآية في نهايتها: ( وعليها وعلى الفلك تحملون ) هناك بحث عن منافع الحيوانات يمكن مراجعته أثناء الحديث عن الآية الخامسة من سورة النحل ) .
لقد جاء التعبير القرآني «عليها » ( أي الأنعام ) بالرغم من الإشارة المباشرة إليها سابقاً ،ليكون مقدمة لذكر ( الفلك ) .والمعنى أنّ الله جلّ وعلا سخّر لكم الوسائل في البر والبحر للانتقال ولحمل الأثقال كي تستطيعوا أن تبلغوا مقاصدكم بسهولة .
لقد جعلت للسفينة صفة خاصة بحيث تستطيع أن تبقى على سطح الماء بالرغم من الأثقال والأوزان الكبيرة التي عليها ،وجعل الله تعالى الحركة في الريح بحيث تستطيع الفلك الاستفادة منها لتحديد وجهة سفر الإنسان ومقصده .