وتنبه الآية التالية إلى أنّ هؤلاء هم الذين أرادوا هذا العذاب الأليم ،واشتروه بأعمالهم وبظلمهم لأنفسهم ،فتقول: ( وما ظلمناهم ولكن كانوا هم الظالمين ) .
فكما أن الآيات السابقة قد بينت أن منبع كل تلك النعم اللامتناهية هي أعمال المؤمنين المتقين ،فإن هذه الآيات تعد أعمال هؤلاء الظالمين سبب هذا العذاب الخالد ومنبعه .وأي ظلم أكبر من أن يكذّب الإِنسان بآيات الله سبحانه ،ويضرب جذور سعادته بمعول الكفر والافتراء: ( ومن أظلم ممن افترى على الله الكذب ){[4246]} .
نعم ،إن القرآن يرى إرادة الإِنسان وأعماله السبب الأساسي لكل سعادة أو شقاء ،لا المسائل الظنية والوهمية التي اصطنعها البعض لأنفسهم .