وتقول في الصفة الرابعة والخامسة والسادسة ( لا إله إلاّ هو يحيى ويميت ){[4267]} فحياتكم ومماتكم بيده ،وهو سبحانه ربكم ورب العالمين ،وعلى هذا فلا إله سواه ،أو يكون من ليس له مقام الربوبية ولا أهليتها ،ولا يملك الحياة والموت ربّاً ومعبودا ؟!
وتضيف في الصفة السابعة ( ورب آبائكم الأولين ) فإذا قلتم: إنّكم إنّما تعبدون الأصنام ،لأنّ الأصنام ،لأن آباءكم كانوا يعبدونها ،فاعلموا أن ربّهم هو الله الواحد الأحد أيضاً ،وعلاقتكم بآبائكم وارتباطكم بهم يوجب عليكم أن لا تعبدوا إلاّ الله ،وأن لا تخضعوا إلاّ له ،وإذا كان سبيلهم غير هذا السبيل فقد كانوا على خطأ بلا ريب .
من الواضح أنّ مسألة الحياة والموت من شؤون الله وتدبيره ،وإذا كانت الآية قد ذكرتها بالخصوص ،فلأن لها أهمية فائقة من جهة ،ولأنّها إشارة ضمنية إلى مسألة المعاد من جهة أخرى ،وليست هذه هي المرة الأولى التي يؤكّد فيها القرآن على مسألة الحياة والموت ،بل بيّنها مراراً على أنّها من الأفعال المختصة بالله تعالى ،لأن مسألة الحياة والموت أكثر المسائل تأثيراً في حياة البشر ومصائرهم ،وهي في الوقت نفسه أعقد مسائل عالم الوجود ،وأوضح دليل على قدرة الله تعالى .