ثمّ تصل النوبة إلى ثمود قوم صالح إذ أمهلهم الله قليلا ليتلقوا العذاب بعد ذلك ..فيقول الله فيهم: ( وفي ثمود إذ قيل لهم تمتّعوا حتّى حين ) .
والمراد ب ( حتّى حين ) هو الأيّام الثلاثة المشار إليها في الآية ( 65 ) من سورة هود إمهالا لهم: ( فعقروها فقال تمتّعوا في داركم ثلاثة أيّام ذلك وعد غير مكذوب ) .
ومع أنّ الله قد أنذرهم بواسطة نبيّهم «صالح » ( عليه السلام ) مراراً ..إلاّ أنّه إتماماً للحجّة أمهلهم ثلاثة أيّام فلعلّهم يتداركون ما فرطوا في ماضيهم الأسود ويغسلوا صدأ الذنوببماء التوبةعن قلوبهم وأرواحهم .
بل كما يقول بعض المفسّرين: ظهرت خلال الأيّام الثلاثة بعض التغيّرات في أبدانهم إذ صارت صفراً ثمّ حمراً ثمّ تحوّلت سوداً ..لتكون نذيراً لهؤلاء القوم المعاندين ،إلاّ أنّهم وللأسف لم يؤثّر فيهم أي شيء من هذه الأمور ولم ينزلوا عن مركب غرورهم .
/خ46