يتبيّن ذلك في قوله تعالى: ( فشاربون عليه{[5012]} من الحميم فشاربون شرب الهيم ) .
إنّ البعير الذي يبتلى بداء العطش فإنّ شدّة عطشه تجعله يشرب الماء باستمرار حتّى يهلك ،وهذا هو نفس مصير ( الضالّون المكذّبون ) في يوم القيامة .
«حميم »: بمعنى الماء الحارّ جدّاً والحارق ،وتطلق عبارة ( وليّ حميم ) على طبيعة العلاقة الصادقة الوديّة الحارّة ،و «حمّام » مشتقّ من نفس المادّة أيضاً .
( هيم ) على وزن ( ميم ) جمع هائم ،واعتبرها البعض جمع أهيم وهيماء ،وهي في الأصل من ( هيام ) على وزن ( فرات ) بمعنى مرض العطش الذي يصيب البعير ،ويستعمل هذا التعبير للعشق الحادّ أو للعشّاق الذين لا يقرّ لهم قرار .
ويعتبر بعض المفسّرين أنّ معنى ( هيم ) هي الأراضي الرملية والتي كلّما سقيت بماء تسرّب منها فتظهر الظمأ دائماً .