ولأنّ المنافقين يعتمدون في الغالب على أموالهم وأولادهم وهما ( القوّة الاقتصادية والقوّة البشرية ) في تحقيق مآربهم وحلّ مشاكلهم ،فإنّ القرآن الكريم يشير إلى هذا المعنى بقوله تعالى:{لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئاً}{[5168]} .
وهذه الأموال ستصبح لعنة عليهم وطوقاً في أعناقهم وسبباً لعذابهم المؤلم ،كما يوضّح الله سبحانه وتعالى ذلك في قوله:{سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة}{[5169]} .
وكذلك بالنسبة لأولادهم الضالّين فإنّهم سيكونون سبباً لعذابهم ،وأمّا الصالحون والمؤمنون فسيتبرؤون منهم .
نعم ،في يوم القيامة لا ملجأ إلاّ الله ،وحينئذ يتجلّى خواء الأسباب الاُخرى ،كما يتبيّن ذلك في قوله تعالى:{وتقطّعت بهم الأسباب}{[5170]}
وفي ذيل الآية يهدّدهم ويقول:{اُولئك أصحاب النار هم فيها خالدون} .
وبهذه الصورة فقد وصف القرآن الكريم عذابهم أحياناً بأنّه «شديد » ،وأحياناً بأنّه مذلّ و «مهين » ،وثالثة بأنّه «خالد » ،وكلّ واحدة من هذه الصفات متناسبة مع طبيعة أعمالهم .