وليست الأراضي المسطحة كالبساط الواسع فحسب ،بل بما فيها من الجبال والوديان والشقوق المتداخلة بعضها فوق البعض والتي يمكن العبور من خلالها .
( لتسكلوا فيها سُبلاً فجاجاً ) .
«فجاج » على وزن ( مزاج ) ،وهو جمع فج ،وبمعنى الوادي الفسيح بين الجبلين ،وقيل الطريق الواسعة{[5473]} .
وبهذا فإنّ نوح( عليه السلام ) يشير في خطابه تارةً إلى العلامات الإلهية في السماوات والكواكب والسماوية ،وتارةً أُخرى إلى النعم الإلهية الموجودة في البسيطة ،وثالثة الى وجود الإنسان الذي يعتبر بحدّ ذاته دليل على معرفة اللّه تعالى وإثبات المعاد ،ولكن لم تؤثر أي من هذه الإنذارات والبشائر والرغائب والإستدلالات المنطقية في قلوب هؤلاء القوم المعاندين الذين استمروا مخالفتهم وكفرهم ،وأخذتهم الأنفة عن الإنقياد لحميد العاقبة ،وسنرى عاقبة هذا العناد في الآيات القادمة .